(صدق الله العظيم)                                                                             

 

تحتل مكة المكرمة أهمية لا حد لها بين المسلمين في شتى أنحاء العالم  ، إنها المدينة المقدسة للأمة الإسلامية فهي قبلة المسلمين في صلاتهم  وبها المسجد الحرام  وهو أول بيت وضع للناس وعظمه الله سبحانه وتعالى .ومكة المكرمة هي حاضنة المشاعر المقدسة من منى وعرفات ومزدلفة التي يفد إليها المسلمون من جميع بقاع الأرض لإكمال شعيرة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة .ولهذا تعد مكة المكرمة عاصمة الأمة الإسلامية ومهوى أفئدتهم ومحط أنظارهم على مر العصور والأزمان . 

 

 

(صدق الله العظيم)                                           

وفي مكة المكرمة ولد سيد البشر أجمعين وخاتم الأنبياء والرسل النبي الأمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والذي شع من خلاله صلى الله عليه وسلم هذا الدين الإسلامي الحنيف الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله الأمين سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم واستهل النبي الرسول صلى الله عليه وسلم نشر الرسالة التي حمله الله عز وجل بها فبزغ نور الإسلام الساطع من مكة المكرمة وانتشر إلى جميع أصقاع الأرض على مدى السنين والعصور .
وقد حظيت مكة المكرمة ومن منطلق مكانتها في قلوب المسلمين وارتباطها بالإرث الحضاري الإسلامي حظيت على اهتمام بالغ ورعاية عظيمة من جميع الحكومات الإسلامية التي توالت عليها منذ بداية العهد النبوي الشريف وحتى وقتنا الحاضر .
وقد جاءت حكومة المملكة العربية السعودية متوجة لهذا الاهتمام والحرص والرعاية لهذه المدينة المباركة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في شتى جوانب الحياة الدينية والعلمية والاجتماعية والصحية والاقتصادية والعمرانية وغيرها .
واستشعاراً من حكومة خادم الحرمين الشريفين بضرورة وجود مركز علمي يعمل على توثيق ودراسة وحفظ الإرث التاريخي الحضاري لمكة المكرمة وأيضاً إعداد ما يستلزم من أبحاث ودراسات ولقاءات علمية لخدمة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والأماكن التاريخية الإسلامية (الماضي ، الحاضر ، المستقبل)  فقد صدر أمر وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، يحفظه الله ، بإنشاء مركز يعنى بتاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة  وأوكل هذا الأمر لدارة الملك عبدالعزيز وهي الجهة المختصة بتوثيق تاريخ الجزيرة العربية بصورة عامة وتاريخ الدولة السعودية بصورة خاصة وصدر قرار مجلس دارة الملك عبدالعزيز في اجتماعه الثاني والثلاثين في يوم الأحد 24 من صفر سنة 1429هـ الموافق    2 مارس 2008م بإنشاء مركز تاريخ مكة المكرمة ليكون مقره مكة المكرمة . ويشرف عليه دارة الملك عبدالعزيز التي يشرف مجلس إدارته برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، حفظه الله ، حيث انطلقت بعد ذلك نشاطات ومهام المركز من خلال رويته وأهدافه وغاياته وأيضاً من خلال تنظيمه وتشكيله الإداري .

 

والله الموفق